"تاريخى! ما لى تاريخ/ إنى نسيان النسيان/ إنى مرساة لا ترسو/ جرح بملامح إنسان".
ربما أفلح نزار قبانى عندما وصف نفسه بمرساة لا ترسو، وهو هنا يصف عمله الدبلوماسى الذى يفرض عليه أن يكون رَحَّالًا بين الدول لا يستقر فى إحداها، غير أن تاريخه لا يمكن محوه بأى حال، ولا يمكن لمثله أن يكون بلا تاريخ، فبعد مرور تسع عشرة سنة على رحيله، لا تزال ذكراه باقية وأشعاره تخلده وتثبت حضورًا ملأ الدنيا في حياته وبعدها.
اليوم، الحادى والعشرين من مارس لعام 2017، تحل الذكرى الرابعة والتسعين لميلاده، حيث ولد نزار قبانى فى الحادى والعشرين من مارس لعام 1923 فى سوريا. درس الحقوق فى الجامعة السورية وتخرج فيها عام 1945 ليعمل فى السلك الدبلوماسى متنقلًا بين عدة دول عربية وأجنبية للعمل سفيرًا ليلاده، فعمل فى القاهرة فور تخرجه، وكذلك فى لندن، والصين أيضًا.
توفى نزار فى الثلاثين من إبريل لعام 1998، وبذلك تكون قد مرت تسع عشرة سنة تقريبًا على رحيله عن دنيا البشر، حيث لملم أغراضه وارتحل وكله أمل فى مقابلة "بلقيس"، حبيبته التى رحلت قبله بسنوات بعد أن فقدت جسدها وصعدت روحها إلى السماء على إثر حادث استهدف تفجير السفارة العراقية ببيروت، تركته تائهًا، ووحيدًا، غزُر إنتاجه بعدها من الشعر السياسى، وقل نوعًا ما من الشعر الرومانسى الذى جلب له انتشارًا واسعًا فى العالم العربى كله.
"قال فى بلقيس بعد وفاتها:
شكرًا لكم
شكرًا لكم
فحبيبتى قتلت وصار بوسعكم
أن تشربوا كأسًا على قبر الشهيدة
وقصيدتى اغتيلت
وهل من أمة فى الأرض
إلا نحن تغتال القصيدة؟"
أصدر نزار ديوانه الأول بعنوان "قالت لى السمراء" فى عام 1944، وهو ابن واحد وعشرين عامًا. انتحرت أخته "وصال" بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من شخص لا تحبه، ما ترك أثرًا على نزار الذى ظل يحتفظ بالأمر سرًا، ولم يبُح به سوى فى مذكراته التى اعترف فيها بحادثة الانتحار: "صورة أختى وهى تموت من أجل الحُبّ محفورة فى لحمى. كانت فى ميتتها أجمل من رابعة العدويّة"، غير أن الأديبة السورية "كوليت خورى" كشفت خلال مقابلة تليفزيونية معها، أن علاقة حب ربطتها بنزار، وعرفت أن أخته لم تنتحر لأن أهلها أجبروها على الزواج بآخر لا تحبه، ولكن لأن حبيبها هجرها، فانتحرت.
برع نزار قبانى فى إلقاء الشعر، ربما أكثر من كتابته، فكان شاعرًا جماهيريًا بامتياز، وجزء كبير، إن لم يكن الأكبر من حضوره وتأثيره يتمثل فى قصائده المُلقاة بصوته، ذلك الصوت الذى ينفخ فى القصيدة فتتشكل روحًا ودمًا، ولعل قصائده المنتشرة عبر يوتيوب دليلًا على ذلك.
توفى نزار قبانى فى الثلاثين من إبريل من عام 1998 عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، قضاها نزار يصف أحوال النساء، وتفاصيلهن الدقيقة، بدرجة قد تفوق معرفتهن بأنفسهن حتى لُقب بشاعر المرأة.
شكرا لمتابعتكم خبرعن فى ذكرى ميلاد نزار قبانى.. سطور من حياة «شهيد بلقيس» في بكبوزة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري مبتدا ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر بكبوزة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي لهه من الرابط التالي مبتدا مع اطيب التحيات.
Tags
نجوم ومشاهير