ذات مساء ، وبينما كان "صمويل بيكيت" يتجول فى إحدى شوارع باريس، فاجأه "مسيو برودان" بطعنة مزقت إحدى رئتيه.
دخل بيكيت إلى المستشفى، فيما فتح السجن أبوابه لاستقبال برودان. عندما تماثل بيكيت للشفاء، ذهب إلى برودان ليعرف السبب الذى دفعه إلى طعنه، ليجيبه برودان: "لا أعرف يا سيدى".
صارت هذه الجملة الأخيرة لازمة عند بيكيت الذى استخدمها كثيرًا فى أعماله المسرحية، وبخاصة فى مسرحيته الأشهر "فى انتظار جودو". تأمل بيكيت الجملة مليًا، وانتهى إلى قناعة لازمته بعد ذلك، وهى أن الإنسان قد يأتى بأفعال لا مبرر لها، وإذا سأل نفسه عن السبب، أجابته: "لا أعرف يا سيدى".
الأيرلندى، المولود فى الثالث عشر من أبريل لعام 1906، كان شخصية انطوائية لم تسمح له بالتفاعل مع وظيفته محاضرًا بجامعة ترينتى. ترك بيكيت العمل فى عام 1931، بعد أن ارتفع صوت الشكوى من مادة علمية لا تكفى، وطريقة فى التعامل مع رؤسائه، لم يجدوا أنها تليق بهم. غادر بيكيت الجامعة مقتنعًا بأن: "الإنسان يهدر وقته بالتعليم، لأن الحياة الواقعية تعلمنا أكثر، وتأخذنا بعيدًا عن فظاظة وسخافة التعليم".
فى سن الواحدة والثلاثين، تعرف بيكيت على عازفة بيانو فرنسية تدعى "سوزان دوميسنيل". أحبها وأحبته، وانتظرا الرفيقان أربع وعشرين سنة، حتى تزوجا فى العام 1961، وذلك بسبب قانون الإرث الفرنسى.
فى عام 1947، نشر بيكيت مسرحيته الأشهر "فى انتظار جودو" التى جلبت له شهرة واسعة، ووضعته فى مصاف الأدباء العالميين. كتبها بيكيت بالفرنسية التى أحبها "لأنها تساعد على التخلص من تلقائية استخدام اللغة الأم كاستخدام جوهرى". ترجم بيكيت المسرحية بنفسه إلى لغته الأصلية (الإنجليزية)، وفى الخامس من يناير عام 1953 أخرج "روجر بلين" أول عرض لها فى باريس.
تحكى المسرحية عن رجلين: "فلاديمير" و"استراجون" ينتظران شخصًا ما يسمى "جودو"، الذى لا يأتى حتى نهاية المسرحية!
كان الفترة الواقعة بين عامى 1950: 1954 ذات أثر كبير على حياة بيكيت وأدبه، إذ توفت والدته فى عام 1950، وبعدها بأربع سنوات لحقها فرانك، أخوه الأكبر. كانت مسرحية "نهاية اللعبة" هى نتاج تلك الفترة.
دارت أحداث المسرحية حول شخصيات غريبة الأطوار: "هام" شخص كسيح وأعمى، وضع والديه "ناغ" و"نيل" فى صناديق القمامة، سادى يمارس ساديته على الآخرين، وابنه بالتبنى "كلوف" يعانى من إصابة فى ساقيه تمنعه من الجلوس. مسرحية فقيرة الشخصيات كما كان الحال فى مسرحية "فى انتظار جودو"، فضلًا عن انتظارها لشىء مجهول أيضًا.
جذبت المسرحية انتباه نقاد كثيرين، وجدوا أنها أفضل فنيًا من "فى انتظار جودو" التى أصاب بيكيت بسببها شهرة عالمية.
فى يوليو من عام 1989، رحلت "سوزان" لتترك "بيكيت" وحيدًا، يواجه مرضه وحيدًا، غير أن وحدته لم تستمر طويلًا، ففى ديسمبر من نفس العام، وبعد مرور خمسة شهور أو أقل، لملم بيكيت أغراضه ولحق بسوزان، ودُفن معها بضريح واحد، بناءً على وصيته.
شكرا لمتابعتكم خبرعن «بيكيت».. فى انتظار من لا يأتى في بكبوزة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري مبتدا ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر بكبوزة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي لهه من الرابط التالي مبتدا مع اطيب التحيات.