لم تكن بداية العام الجديد سعيدة؛ إذ حملت أنباءًا سيئة للعائلة الثقافية المصرية التى ودعت الكثير من رموزها: سيد حجاب، يوسف الشارونى، عبد المنعم تليمة، وطاهر البرنبالى.
هذا الأسبوع، سجل حضورًا قويًا فى سجل الوفيات، التى بدأت مساء الجمعة الحادى والثلاثين من مارس 2017، بوفاة المترجم الكبير طلعت الشايب أثناء مشاركته بندوة فى صالون التوارجى بمدينة دمياط، للحديث عن تجربته الفكرية ورحلته مع الترجمة. سقط الشايب فجأة، رغم أنه كان بصحة جيدة وحريصًا على الحضور بانتظام فى "قعدة الجمعة" كما أكد الشاعر زين العابدين فؤاد لـ"مبتدا".
بعد يومين، صباح الأحد الثانى من أبريل، أعلن شعراء مدينة السويس، عن رحيل "كابتن غزالى" الشاعر الذى آمن بالشعر، واعتقد فى قدرته على التغيير، فخرج ومعه "السمسمية" يدندن عليها أشعارًا حفظها أهل السويس عن ظهر قلب، وكانت دافعه لتكوين فرقة "أولاد الأرض" التى كان لها دور مهم فى إذكاء الروح الوطنية بعد هزيمة يونية 1967. رحل غزالى بعد أن احتفظ بأشعاره فى وجدان أهل السويس، وبعد أن جعل من السمسمية رمزًا دالًا على المدينة بأكملها.
تحولت صفحات الفيس بوك خلال هذا الأسبوع إلى سرادق للعزاء. كان رحيل الشايب فاجعًا للكثيرين، وخصوصًا أن جديدًا لم يكن قد طرأ على أحواله، فهو يذهب للقاء أصدقائه كما يفعل، ويمارس حياته بشكل عادى، بخلاف كابتن غزالى مثلًا، الذى طالب أهالى السويس كثيرًا بالتدخل لعلاجه، بعد أن ترك المرض عليه علامات واضحة. لم يكتفِ الموت باثنين فقط، بل استمر فى مزاولة عمله ليقتنص روح الناقد الكبير سمير فريد، مساء أمس الثلاثاء الرابع من أبريل، عن عمر ناهز الثالثة والسبعين.
لم يكد الوسط الثقافى يفيق من صدمته، حتى علم بنبأ رحيل سمير فريد، وكان الدكتور جابر عصفور أحد المصدومين برحيله المفاجىء، وفق ما ذكر لـ"مبتدا": "منذ أن سمعت الخبر من صديقنا المشترك على أبو شادى وأنا لا أتمالك أعصابى وأشعر بفقد كبير جدًا على المستوى الشخصى والعام، ولا أملك سوى تقديم العزاء إلى أسرته".
بعد ساعات، صباح اليوم الأربعاء، توفى الدكتور الطاهر أحمد مكى، المترجم وعالم الأندلسيات، والأستاذ الأدب بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، الذى يقول عنه الدكتور حسين حمودة: "كان عالمًا موسوعيًا، دراساته فى الشعر العربى، واجتهاداته فى الأدب المقارن، وأبحاثه فى الأدب الأندلسى، تمثل مرجعًا لكل باحث أو دارس فى أى مجال منهم، وبرحيله فقدنا عالمًا كبيرًا". وهو ما يتفق مع ما قاله تلميذه الدكتور حسام جايل: "كان يعاملنا كأب، ولم يبخل علينا مطلقًا بالنصيحة، وكنا نذهب إلى بيته ونطالع كتبه دون حرج، كأننا أحد أفراد العائلة".
لم تمر سوى ساعات قليلة، حتى توفى الدكتور عبد المعطى شعراوى، أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذى سبق وكرمه الرئيس اليونانى كارلوس بابوليس، مانحًا إياه وسام الجمهورية اليونانية، لجهوده وإسهاماته العلمية والبحثية.
شكرا لمتابعتكم خبرعن أسبوع صادم للعائلة الثقافية المصرية في بكبوزة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري مبتدا ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر بكبوزة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي لهه من الرابط التالي مبتدا مع اطيب التحيات.